الاثنين، 16 سبتمبر 2013

مصنف ضمن:

الإسلام في كوريا الجنوبية .. فرصة واعدة للانتشار


 
أرض تتعطش للإسلام، وشعب يتلهف للدخول في دين الله أفواجا، ودعوة ينتظرها مستقبل واعد ومشرق، وتحتاج إلى المزيد من الدعم والجهود الضخمة، لرفع راية التوحيد في ذلك البلد، الذي لم يستقر الإسلام بدياره إلا منذ عشرات السنين فقط.
إنها كوريا الجنوبية، التي عاشت صراعا داميا مريرا مع جارتها الشمالية، فيما عرف بالحرب الكورية، التي شاءت إرادة المولى، أن تكون تداعياتها سببا لدخول الإسلام إلى هناك، مع إمام القوات التركية، التي وصلت إلى هناك في خمسينات القرن الماضي، ضمن قوات الأمم المتحدة، لينتشر بعدها الإسلام في ذلك البلد البعيد ويستقر، وتبنى المساجد والمراكز الإسلامية، لكن أرض تلك البلاد، مازالت عطشى لدعوة الحق، أمام جحافل دعاوي الباطل.
 
الجزيرة الكورية
شبه جزيرة كوريا في شرقي قارة آسيا، في غربها البحر الأصفر، ويفصلها عن الصين، وفي شرقها بحر اليابان، وتشترك الحدود الشمالية والشمالية الغربية، مع كل من الاتحاد السوفيتي والصين، وقسمت شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب العالمية الثانية، إلى دولتين تفصل بينهما منطقة محايدة ، كوريا الشمالية، وتبلغ مساحتها 122.370 كيلومتر مربعًا، وعاصمتها بيونج يانج، وكوريا الجنوبية مساحتها تقدر بحوالي 98 ألف كيلومتر مربعًا، وعاصمتها سيول، وأهم المدن بوسان (بوزان) وتيجو.
 
وصول الإسلام
يشير تاريخ كوريا، إلى أن العرب وصلوا إليها في وقت مبكر، فقد أشار ابن خرداذبه في كتابه "المسالك والممالك"، إلى وصول التجار العرب إلى بلاد سيلا (ملكة كورية قديمة)، في القرن التاسع الميلادي، ويشير التاريخ الكوري، إلى علاقات تجارية بين العرب وبلادهم، في القرن الحادي عشر الميلادي، ففي سنة 1040م زار وفد من التجار العرب كوريا، وقدموا هدايا من الزئبق والمرجان، إلى الملك جوان جونج، ولقد جاء العرب إليها من الصين.
والوصول الفعلي للإسلام جاء أثناء الحرب الكورية الأخيرة، بعد سنة 1370هـ - 1950م، فوصلت إلى كوريا الجنوبية قوات تركية، ضمن قوات هيئة الأمم المتحدة، وكان إمام هذه القوات الشيخ عبد الرحمن، وشيدت القوات التركية مسجدًا لتأدية شعائر الإسلام في سنة 1376هـ - 1956م، وكانت هذه البداية، وأقبل الكوريون على اعتناق الإسلام، فاعتنق 4000 كوري الإسلام، ثم أخذ عدد المسلمين يتزايد، وتكون الاتحاد الإسلامي الكوري في سنة 1383هـ - 1963م، وفي سنة 1386هـ - 1966م، أعيد تنظيم الاتحاد الإسلامي الكوري، وبني مسجد مؤقت في سيول.
وللمركز الثقافي الإسلامي السعودي نشاط في الدعوة الإسلامية، بين الكوريين العاملين بالمملكة العربية السعودية، وأسلم آلاف منهم.
 
أعداد المسلمين
يبلغ عدد المسلمين في كوريا الجنوبية نحو 130 ألفاً، من أصل حوالي 49 مليون نسمة، بحسب تقديرات اتحاد المسلمين الكوريين، وينتشر المسلمون بشكل أساس، في 3 مناطق هي سيول العاصمة وديوسان وكوانجو
والبوذية هي الديانة الرسمية في البلاد، حيث يشكل البوذيون حوالي 52% من عدد السكان، فيما يمثل المسيحيون نحو 20%، إضافة إلى المسلمين، أما النسبة المتبقية فلا تنتمي إلى أية ديانة.
 
المساجد والمراكز الإسلامية
اعترفت وزارة الإرشاد الكوري، بالاتحاد الإسلامي بكوريا سنة 1387هـ - 1967م، وتبرع رئيس جمهورية كوريا آنذاك، بمساحة تقدر بخمسة آلاف متر مربع، لإقامة المسجد الإسلامي الرئيسي والمركز الإسلامي بسيول، ووضع حجر الأساس لهذا المشروع في سنة 1391هـ - 1971م ، وفي سنة 1392هـ - 1972م تشكلت لجنة من الاتحاد الإسلامي الكوري، لبناء المسجد والمركز الإسلامي بكوريا، وبعد عام قام رئيس الاتحاد الإسلامي بكوريا، بزيارة للدول العربية لدعم المشروع الإسلامي، فزار المملكة العربية السعودية، ومصر، وأبو ظبي، وقطر والمغرب وليبيا، وفي سنة 1394هـ - 1974م احتفل بإتمام بناء المركز الإسلامي بسيول، وحضر الاحتفال وفود من بعض الدول الإسلامية والعربية، وفي سنة 1401هـ - 1981م، افتتح المجلس الإسلامي الكوري مسجدين في مدينتي (بوسان) و(كوانجو). ولقد وصل عدد المساجد في كوريا الجنوبية إلى 8 مساجد.
كما تكونت بالمركز الإسلامي في مدينة "سيول"، أول جمعية إسلامية خيرية .. لتلقي أموال الزكاة من  المسلمين، وإنفاقها في مصارفها الشرعية،  كما تم إنشاء مدرسة إسلامية ملحقة  بالمركز الإسلامي في مدينة "سيول" .. وذلك لتعليم أبناء المسلمين في كوريا  الجنوبية .. العلوم والمعارف الإسلامية .
وهناك مراكز إسلامية صغيرة ومصليات، أسسها المسلمون غير الكوريين، من العمال والتجار المهاجرين من دول إسلامية مجاورة لكوريا، وهي: بنجلاديش، وباكستان، وإندونيسيا، والهند، وماليزيا. ويوجد أكثر من 70 مصلى، موزعة في أنحاء البلاد؛ تُقام فيها الصلوات الخمس، والجُمَع، والأعياد، ودروس القرآن.
 
الإقبال على اعتناق الإسلام
الكوريون لديهم معتقدات كثيرة، مثل البوذية والكونفوشيسية، أي أرواح الآباء والأجداد، ومنهم يعتقد بوجود آلهة للخير والشر (الكيوشين).. وأغلبية الكوريين لا يعتقدون بإله أو دين، ومنهم من يشعر بنقص في شخصيته، فيتظاهر بالانتماء لأية ديانة.. ولذلك، فمن السهل جداً على الكوري قبول دعوة أي دين، إن كان له مصلحة له فيه.
وقد نشط دعاة  المركز الإسلامي في مدينة "سيول"، في التعريف بالإسلام وشرح مزاياه التشريعية،  وسهولة تعاليمه الربانية لأبناء كوريا الجنوبية .. مما أدى إلى الإقبال المتزايد  على اعتناق الإسلام .. وقد رصد الأزهر بعض المنح الدراسية، لأبناء المسلمين في كوريا الجنوبية .. كما  قام بعض الباحثين في كوريا الجنوبية، بدراسة اللغة العربية بجامعة الأزهر وجامعة القاهرة .. حتى تمكنوا من إنجاز ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغة الكورية .. كما ترجموا بعض الأحاديث النبوية الشريفة باللغة الكورية أيضاً .. كما أهدت مصر  مجموعة قيمة من المصاحف الشريفة والكتب الدينية وكتب الفتاوى الإسلامية، الصادرة من  دار الإفتاء المصرية في مائة عام .. إلى مكتبة المركز الإسلامي في سيول.
 
أحوال المسلمين
الوضع التعليمي والاقتصادي للمسلمين في كوريا جيد، فحوالي 40 % حصلوا على التعليم العام في كوريا، أما التعليم الإسلامي، فيتركز الآن في مدرسة إسلامية ملحقة بالمركز الإسلامي في سيول، ولا تزال هذه المدرسة في مرحلة أولية، وهناك حوالي 100 طالب كوري مسلم، يدرسون في البلاد الإسلامية، وهناك مشروع إقامة جامعة إسلامية بكوريا، كركيزة للعمل الإسلامي، ويشرف على هذا المشروع الاتحاد الإسلامي الكوري، ونظرا لأن البعثات التنصيرية المسيحية لها نشاط تعليمي في كوريا، فإن الاتحاد الإسلامي الكوري يجتهد في محاولة تنفيذ مشروع الجامعة الإسلامية بسيول، لتحصين الشباب المسلم بالثقافة الإسلامية، كذلك الإسهام في نشر الدعوة الإسلامية.
أما الوضع الاقتصادي للمسلمين الكوريين، فجيد بصفة عامة، ودخول المسلمين بكوريا عالية ووضعهم الاقتصادي جيد.
 
مطالب المسلمين
تحتاج  الدعوة الإسلامية في كوريا الجنوبية، إلى العديد من المطالب في مقدمتها ما يلي :
ترجمة بعض الكتب الإسلامية، تضاف إلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية، وإعادة تنقيح وطبع ترجمة معاني القرآن الكريم.
دعم جمعية الطلاب المسلمين، وتوظيف الطلاب المسلمين الكوريين، المبعوثين إلى الجامعات الإسلامية في الدعوة.
استغلال حرية الدعوة إلى الدين في كوريا، وتدعيم الدعوة الإسلامية ووضع إستراتيجية مدروسة عن طبيعة الشعب الكوري.
- وضع منهج دراسي للطلاب المسلمين الكوريين، يتناسب مع كل مرحلة.
- تصحيح الشبهات التي روجها أعداء الإسلام، في ذهن الشباب الكوري، ورفع مستوى القائمين على الدعوة ثقافيا.
توحيد جهود المساهمات، التي تقدمها الهيئات الإسلامية للمسلمين الكوريين.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

ShareThis

Copyright @ 2013 اسلام 05 .