الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

مصنف ضمن:

إبداعات علماء المسلمين


المسلمون وعلم الشفرة

حقق علماء الأمة الإسلامية سبقاً على علماء العالم بقرون عدة في وضع أسس علم الشفرة والتأليف به، وكان لهم الدور الرائد في تطوير هذا العلم الذي يعتبر ركيزة مهمة في عصر الحسابات الإلكترونية والكمبيوتر، وما تحتويه من نظم المعلومات من قواعد في أثناء تخزينها، أو عند نقلها عبر خطوط الشبكات الدولية·

وقد عُرف علم الشفرة عند العرب والمسلمين باسم علم التعمية واستخراج المعمى، فوضعوا فيه كثيراً من المؤلفات منها (حل الرموز ومفاتيح الكنوز) لجابر بن حيان المتوفى العام 200هـ، و(حل الرموز وبرء الأسقام في كشف أصول اللغات والأقلام) لمؤلفه ذي النون المصري ثوبان بن إبراهيم المتوفى العام 245هـ، و(شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) لمؤلفه أحمد بن علي بن وحشية المتوفى بعد العام 291هـ·




الغرب يعترف


وتعتبر رسالة الكندي في علم التعمية واستخراج المعمى، والتي وضعت في النصف الأول من القرن الثالث الهجري؛ من أهم مؤلفات وإبداعات المسلمين في علم الشفرة، وذلك باعتراف علماء الغرب، حيث أكد كبير مؤرخي علم الشفرة دافيد كان في مؤلفاته أن علم الشفرة علم عربي إسلامي ولد بينهم، ونُسب إليهم السبق في اكتشاف طرق حلِّ الشفرة وتدوينها قبل الغرب بمدة طويلة، وأن ريادة العلماء المسلمين في هذا المجال إنجاز تاريخي غير مسبوق·

حماية البيئة من التلوث

كما حقق علماء الأمة سبقاً كبيراً على علماء الغرب في الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث، ومن أبرز علماء الإسلام الذين حذَّروا من خطورة تلوث البيئة هو العالم الشيخ عز الدين علي بن أيدس بن علي الجلدكي ـ نسبة إلى بلدة جلدك بخراسان، والذي عاش ومات في مصر العام 743هـ، والذي كان له السبق في وضع الضوابط اللازمة لحماية الإنسان من أخطار استنشاق الغازات والأبخرة الناتجة من التفاعلات الكيمياوية·


الحضارة الإسلامية التكنولوجية

لقد ترك عز الدين الجلدكي موسوعات علمية نادرة حققت السبق العلمي على علماء الغرب الذين نقلوا عنه أهم ركائز الحضارة التكنولوجية بأكثر من 439 عاماً من وفاته، وقد سطا العالم الفرنسي جوزيف براوست على مؤلفات عز الدين الجلدكي العلمية ومنها مؤلفه التقريب في أسرار التركيب، ونسبها إلى نفسه، هو الكتاب الذي قضى عز الدين الجلدكي 15 عاماً لإنجازه، إلا أن المؤسسات العلمية العالمية والإسلامية تصدت له، ونسبت هذه الإبداعات المعملية لصاحبها المسلم·

ويُنسب إلى العالم المسلم عز الدين الجلدكي أنه أول من اخترع مساحيق الغسيل التي تحافظ على الثياب مع تنظيفها بسهولة،

وقد عثر حديثاً بمكتبة الأزهر في القاهرة على 12 مؤلفاً للعالم المسلم عز الدين الجلدكي - أغلبها في علوم الكيمياء - اشتملت على كثير من البحوث والنظريات والتجارب المعملية، والتي أدت إلى ترقية العلوم التي استفادت منها الأسرة البشرية، لذايعتبر عز الين لجلدكي أول رائد في مجال حماية البيئة والإنسان من التلوث·


الكمبيوتر اختراع إسلامي

اعترف علماء الغرب بأن العلماء المسلمين كان لهم سبق كبير وفضل عظيم في علم الجبر، فقد وضعوا أساسه، وشيَّدوا أركانه، وصنَّفوا فيه الكثير من الكتب والرسائل، فهم بحق روَّاد هذا العلم الذي لم يعرف كعلم مستقل من قبلهم، فإذا ذكر علم الجبر ذكر الخوارزمي لأنه مؤسس هذا العلم، وأول من ألف فيه وفي علم الحساب، والجداول الفلكية، وهو أول من استعمل علم الجبر بشكل مستقل عن الحساب وفي قالب علمي·


وضع الخوارزمي كتابه (حساب الجبر والمقابلة) ليصبح المرجع الأول الذي يعتمد عليه العلماء في دراسة هذا العلم المهم، كما وضع كتاباً في علم الحساب بشكل علمي غير مسبوق، والخوارزمي هو أول من وضع علم الجبر بشكل مستقل، وهو مبتكر بحوث الجبر التي تدرّس في مدارسنا حتى اليوم·

كما ابتكر الخوارزمي نظرية المحددات وهي عبارة عن جملة كميات مرتبة في صفوف وأعمدة، بحيث يكون عدد الصفوف مساوياً عدد الأعمدة، وتحصر هذه الصفوف وهذه الأعمدة بين خطين رأسيين·


وعلى ضوء هذه النظرية التي وضعها الخوارزمي قام علماء الرياضيات في اليابان بوضع الركائز العلمية لاختراع الكمبيوتر الذي نباهي بأنه من أهم إنجازات الغرب المعاصرة، فقد اعترف سيكي كاو أحد علماء اليابان أن الخوارزمي هو أول من فكر في اختراع الكمبيوتر في القرن الثالث الهجري·

والآلات الحاسبة اختراع إسلامي

اعترف معظم علماء الغرب بدور علماء المسلمين في تقديم أعظم الخدمات للحضارة الإنسانية بما كتبوه في مختلف العلوم، واعترف علماء أوروبا أن جمشيد بن مسعود بن محمود الكاشي المعروف باسم غيَّاث الدين هو من أعظم رياضيي القرن التاسع الهجري، حيث ابتكر الكسور العشرية التي نعرفها الآن، والتي كان لها عظيم الأثر في تقدم علم الحساب واختراع الآلات الحاسبة·

وقد ولد جمشيد في مدينة كاشان في إيران في أواخر القرن الثامن الهجري، وتوفي عام 839هـ، وانتقل من كاشان إلى سمرقند; قبل وفاته بعشرين عاماً، وهناك ابتكر الكسور العشرية، وبيَّن في كتابه طرق إجراء العمليات الأساسية لهذه الكسور، فجعل لأول مرة في التاريخ علم الحساب في متناول الجميع، كما توصل إلى أدق قيمة للنسبة التقريبية التي تعني نسبة محيط الدائرة إلى قطرها، وأعطى قيمة صحيحة لستة عشر رقماً عشرياً، وقد اعترف علماء الغرب أن النتيجة التي توصل إليها جشميد تعادل النتيجة التي توصَّل إليها علماء القرن العشرين باستعمال الآلات الحاسبة·

المسلمون روَّاد الصيدلة

قد عثر أخيراً في مناطق مختلفة بالصين على مدونات صينية تحدثت عن 124 نوعاً من الأدوية والأعشاب العربية منها مخطوط عنوانه الأعشاب الطبية

وقام صيادلة الصين - من أصل عربي - بجمع العقاقير والأعشاب الطبية من البلاد العربية فحصلوا على 26 عقاراً طبياً من الحجاز، وعلى41 عقاراً طبياً من عدن، وتضم المكتبة الطبية الصينية الكثير من المؤلفات العربية في علم الصيدلة·

وحرص صيادلة الصين على أن ينهلوا من مؤلفات علماء الإسلام في الصيدلة، فأوفدوا إلى الدول العربية بعثات طبية قامت بترجمة كتب ابن سينا وغيره إلى اللغة الصينية، وبرعوا في اختراع 120 نوعاً من الأدوية أغلبها أدوية عربية، كما تتلمذ صيادلة الصين على يد الرازي

كما نقلت أوروبا مؤلفات صيادلة الإسلام، وشهدت بنبوغهم العلمي في علم الصيدلة الذي وظَّف فيما بعد لصالح الأسرة الإنسانية كلها·



تقنية الزجاج

أجمعت آراء العلماء أن مصر عرفت صناعة الزجاج وتشكيله قبل أي دولة أخرى في العالم، وعندما دخل الإسلام مصر تألقت صناعة الزجاج، وأبدع الصانع المسلم أعمالاً زجاجية غاية في التألق والدقة، وقد أضاف السوريون تقنية نفخ الزجاج، وبرع أهل الأندلس والمغرب العربي في فنون تذهيب وزخرفة الزجاج، وتعمقوا في ترقية هذه الصناعة وهذا الفن حتى صارت صناعة لها قواعد وأصول وضوابط·

وقد ثبت أن العرب والمسلمين هم روَّاد فن تأنيق الزجاج، وهم الذين اكتشفوا وأبدعوا في أطلية الزجاج وأساليب زخرفته، والتي أشاد بها مؤرخوا الفنون لدقة رسومها، وبديع زخارفها، وجمال ألوانها·

المسلمون اخترعوا حروف الطباعة
كما حقق المسلمون سبقاً علمياً على جميع علماء العالم في اختراع حروف الطباعة من الخشب، وقاموا بطبع الكثير من الكتب قبل أن تعرف أوروبا هذا الاختراع بقرون عدة، وبهذا قدَّم علماء الإسلام للحضارة العالمية إنجازاً كبيراً غير مسبوق·

فقد أثبتت الحفريات التي قام بها فريق من الباحثين - بإشراف المستشرق فون لي كوك أن مسلمي تركستان الشرقية مقاطعة شينكاينج الصينية الآن؛ هم أول من اخترعوا حروف الطباعة، حيث عثر في مدينة طورفان على آثار الكثير من المطابع التي طبعت آلاف الكتب، وفي مقدمها المصحف الشريف·

كما اخترع علماء الإسلام في تركستان الشرقية أيضاً التصوير الملون منذ القرن الثالث الهجري، في الوقت الذي عرفت فيه أوروبا هذا النوع من التصوير منذ وقت قريب، وكانت مدينة كاشغر من أهم مراكز إشعاع الحضارة الإسلامية في آسيا، ومنها انتقلت هذه الاختراعات إلى الغرب·

وبندول الساعة اختراع إسلامي

أجمع المؤرخون في تاريخ العلوم أن ابن يونس الصدفي هو أول من اخترع بندول الساعة، وأنه وضع كتاباً بعنوان: الرقاص - أي بندول الساعة - لقياس الزمن ومدة الذبذبة بعد أن أمضى وقتاً طويلاً في دراسة حركة الكواكب، والتي قادته في النهاية إلى هذا الاختراع·

وابن يونس الصدفي هو العالم المصري علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي الذي ولد في مصر، وعاش فيها إلى أن توفي العام 399هـ، كما ابتكر طريقة سهَّلت العمليات الحسابية التي أدت إلى علم اللوغارتيمات فحقق بهذا سبقاً على علماء الغرب بسبعة قرون، وقد أبدى علماء أوروبا دهشتهم من تحويل عمليات الضرب إلى عمليات جمع، كما اخترع ابن يونس الصدفي حساب الأقواس التي تسهل قوانين التقويم، وكانت حساباته في الرصد الفلكي من أتقن ما عرف في التاريخ·


وقد ترجم علماء الغرب مؤلفات ابن يونس الصدفي إلى لغات أوروبية عدة، وتوجد بعض مؤلفاته بمكتبة ليدن في هولندا، وبعضها في مكتبة الأزهر في القاهرة·



علم الأجنة

كما حقق علماء الأمة سبقاً كبيراً على علماء أوروبا في علم الأجنة، والاهتمام بصحة الجنين والمرأة الحامل، وذلك منذ أقدم الفترات التاريخية، في حين أن الرعاية الصحية للطفولة والأمومة من أهم إنجازات الطب في العصر الحديث·

فقد تحدث العالم المسلم علي بن سهل الطبري المروزي في كتبه فردوس الحكمة، وحفظ الصحة، ومنافع الأطعمة والأشربة; وغيرها عن الحامل والمرضع وغذائهما، وقد عاش ابن سهل في الفترة من العام 153 إلى 247هـ، كما يعتبر العالم المسلم يوحنا بن ماسويه الذي كان معاصراً لابن سهل الطبري أول من وضع مؤلفاً مستقلاً في علم الأجنة باللغة العربية، حيث قرر أن الجنين يتكون من نطفتي الرجل والمرأة، ولم يكن ذلك معروفاً في الطب في هذا الوقت، حيث استرشد بما جاء في القرآن الكريم في استنباط نظريته الطبية·


كما تحدث أبو بكر الرازي 252 ـ 313هـ عن العناية بالمولود، وكيفية الرضاعة الصحيحة، كما كتب ثابت بن قرة - المتوفى العام288هـ في صفة الجنين وأوصاف الحليب، وحفظ الصحة من الجنين إلى المولود·


كما تحدث ابن الجزار القيرواني المتوفى العام 369هـ عن الأطفال عند خروجهم من الرحم، ووضع عريب بن سعد القرطبي المتوفى العام 366هـ كتابه حول خلق الجنين، وتحفل كتب التراث الطبي الإسلامي والعربي بالكثير من المؤلفات في مجال طب الأجنة، وقد تُرجمت هذه المؤلفات إلى اللغات الأوروبية فنقلت عنها أصول علم الأجنة، ورعاية الطفولة والأمومة·


لقد عُرِفَ عن علماء الأمة الإسلامية إتقانهم وإبداعهم، وشمول معارفهم في مختلف المعارف والعلوم، وحرصهم البالغ على إجراء التجارب المعملية لتأصيل نظرياتهم العلمية، وتدوين نتائجهم حتى تتواصل حلقات البحث؛ انطلاقاً من مبدأ ترابط العلوم وتلازمها، فوضعوا النظريات العلمية، وحققوا الكثير من الإنجازات الحضارية، فتفوقوا وحققوا السبق على غيرهم من علماء العالم كله، ثم وضعوا حصيلة سبقهم ونبوغهم وإبداعاتهم في خدمة مسيرة المد العلمي العالمي، وعلى ضوء إبداعات المسلمين واختراعاتهم قامت الحضارة المعاصرة

0 التعليقات :

إرسال تعليق

ShareThis

Copyright @ 2013 اسلام 05 .